عشوائيات ..

الحرف واللون والصورة…

لست أنا…


 

سأكتب عمّن أحب اليوم
فَرَغْمَ كل الألم
يبقى الحب كالربيع
يَتَجَدَّد وَلا يَموت….

خَلَعْتُ وَجْهي مِنْ بَيْن الوُجوه

لأسْقطَني فِي وَجْهِكَ ابْتِسامَة

كاذِبةً .. كَالمُؤَامَرة

صَادِقَةً .. كَالعَهْد

الذي لَمْ تَقْطَعْه يَوْمَاً

فَلَيْسَ لِي مِنْكَ

سِوَى بِضْعُ لَحَظَات

لَيْسَتْ لِي ..

مَادُمْتُ لَسْتُ أَنَا..

……..

أَهْدَيْتُ اليَومَ عَيْنَيَّ لِقَلْبي

كَيْ أَكُفَّ عَنْ التَّفْكير بِالغَد

فَهُوَ لِنَاظِرِه أَنْت!!

أَيُّها البَعِيد…

أَيُّهَا السَّاكن قَلْبََ الجُنُون

الذي يَسْكُنُنِي

يُضْحِكُنِي

وَأَنْتَ تبْكِيني…

فِي لَحْظَةِ الغِياب

حِينَ يُولَدُ تَوْأَمُ الوَجَع

القَمر ..وَوَجْهُك….

……..

لَيتَكَ البُكاء

لِاحْتَضِنَ دُموعِي كُلَّ لَيْلَة

وَأَغْفُو عَلَى صَدْرِهَا

حَيْثُ تَرْقُدُ الأهَات

أُهَدْهِدُها

ثُمَّ أَمْضي……

 

لمحات…


(1)

بلمح العمر تعبر الروح قنطرة طين

لتسيل بحراً على صخر الحياة

تركع ثم تفارقها طفلة

تشق طريقها

في ضمائرنا

تقتلنا ثم تموت . .

.

(2)

صرخات الموج تخبو

والشمس تغرق كلها

لتغترب في رحم المياه

يظلم القمر العائم في المساء

قبل لحظة التلاشي. .

كالليل المعجون بالرهبة

كالأسطورة

تتمرغ الجباه في التراب

معدودة هي أيام التراب

الموت ينغرس في ظهر الماء

قطرة قطرة يجف البحر

وتئن الريح كالأشباح

.

(3)

نتوهم الانتصار

ونحن نحارب طواحين الهواء

تحت المطر المالح

دموع الطفلة

تهطل عبرالسماء السابعة

حيث فردت جناحيها

لترفرف في الجنان…

مرآة…


ها أنا

أبوح بأسرارك

لنفسي

وأسائل الوقت

وسخرية القدر

إن كنت قد أخطأت

أسخر من ذاتي

أمام مرآتي

حيث وجدت أخطاء الكون جميعاً

أنقب في جروحي

المغمورة بملح الذكريات

تتحطم الدموع على ضفاف صورتك

فوحدك تعلم بأن المرايا تكذب

وبأني لا أرى فيها سواك

.
.
حتى اللحظة

مازلت انتظر بداية شيء ما

ولا أعرف كيف أنتهي

الديكتاتورية تبدأ من هنا !!


تنويه: التدوينة من وحي الحياة الاعتيادية وليست من وحي “الربيع العربي” !!

لكل مجتمع مجموعة من المبادئ والقواعد التي يرتكز عليها، وعلى الفرد الالتزام بها وذلك حفاظاً على تماسك المجتمع الذي ينحدر منه دون أن تكون هذه القواعد عائقاً لتطور الفرد بالتالي تطور المجتمع، وليتحقق ذلك يجب أن تتسم القواعد بالمرونة والقابلية للتغيير دون أن تصل هذه المرونة حد الانفلات والفوضى، قد تبدو المعادلة صعبة لا سيما أن لكل منا “ستالينه” المسيطر على عالمه الخاص، فما نعاني منه هو ديكتاتورية أفراد نتعامل معهم بشكل يومي، فدكتاتورية الفرد هي أصل الديكتاتورية في المجتمع ومنها تبدأ وتنمو، وليس غريباً أن نجد الشخص المتسلط عليه هو شخص متسلط أيضاً!.

التربية الموجهة في سياسة الحكومات والمناهج المدرسية ووسائل الإعلام وصولاً إلى التربية المنزلية هي التي تلقن الأفراد الولاء المهجن وتُلبس بعض الأشخاص هالة من القداسة وفق سلطة يقدَّر أن تكون لهم بطريقة أو بأخرى، فالمدير يتسلط على موظفيه والأب على الأسرة الأم على الأبناء والذكر على الأنثى والغني على الفقير والحاكم على المحكوم … إلخ، كل هذا في دوائر تضيق وتتسع وفق مساحة السلطة المكتسبة (أو المنتزعة) وتُمنح الأفضلية لأشخاص يتمسكون بسلطتهم ويفرضونها بما لهم من رمزية لا يمكن المساس بها وفق تربية موجهة ومن خلال ولاء هجين.!

من أين تنشأ الديكتاتورية؟

تنشأ الديكتاتورية من الـ “أنا” الموجودة في أصل الإنسان منذ طفولته المبكرة حيث يمتلك قدر من التسلط وحب الاستحواذ والسيطرة، ويتوجب كبح بذرة الديكتاتورية من خلال قيام الأهل بوضع قوانين وضوابط لتربية وتهذيب الطفل ووضعه على سكة التمييز بين ما هو خطأ وما هو صواب وتنمية شعوره بالانتماء إلى مجموعة تعنيه مصالحها المتصلة بمصالحه بشكل أو بآخر، وهناك شعرة تفصل بين سن القوانين للتربية وبين ممارسة الديكتاتورية في تربية الطفل التي قد تؤدي إلى تشوه مفهوم الاحترام لديه وتفقده ثقته بنفسه لا سيما عندما يمتد فرض الرأي الأحادي إلى ما بعد اكتمال شخصية الطفل ونضوجه، أن يلتزم الأبناء بسياق ما هو مقبول ومرفوض لدى الوالدين من باب الولاء والطاعة وهو أمر جيد ظاهرياً إلا أن تبني الأفكار وتوارثها على المدى الطويل يؤدي إلى تحجرها، وكثيراً ما نجد أن الخوف والحاجة هي الدافع لانصياع الأبناء للآباء، ولا عجب أن يردد الآباء (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحساناً)* ليستمدوا حقهم في التسلط بصلات مقدسة بناءً على موروث فكري أو ديني أو اجتماعي، وهذا من شأنه تهميش واستصغار رأي الأبناء لدرجة تصل أحياناً حد الذل والإهانة، هذا النوع من التقديس البعيد عن الموضوعية يؤدي إلى تضليل الذات وإقصاء الرأي الآخر واتهام أي نقد بالتعدي على حدود لا يجوز المساس بها!!…

غالباً يمارس الديكتاتور تسلطه لامتلاكه قوة مقارنة بضعف الآخر ومما يولِّد حالة من الغضب والقهر، وعليه يجب أن نعي الغضب الناتج عن الديكتاتورية ودراسته كي لا تتفاقم المشكلة وتنشأ دائرة ديكتاتورية جديدة، كما أن الاستكانه والخضوع تشجع الديكتاتور على تسلطه لسهولة انسياق الطرف الآخر لمشيئته ومن الوارد أيضاً أن يميل بعض الأشخاص إلى إعفاء أنفسهم من مسؤولية القرار والاختيار دون أن يدركوا بأنهم مع الوقت لو أرادوا اختيار ما يريدون فإنهم لن يستطيعوا ذلك لأن من يختار ويقرر عنهم لم يعتد أن يخيرهم أو يستشيرهم، لذا يجب التعبير عن رفضنا للسيطرة علينا حتى لو كان الطرف الآخر هو الأقوى وذلك كي لا تصبح سيطرتهم مسلمةً لا يمكن الخروج عليها…

لغة الحوار الحلقة المفقودة…

عندما تكون لغة الحوار مفقودة أو المشوهة، فإن الديكتاتور لا يتراجع عن رأيه لصالح رأي يتبناه غيره ولا يلتمس الصواب منه حتى وإن كان الآخر مصيباً ولا يجوز مراجعتهم حتى لو أخطأوا وكأن قراراتهم هي نهاية المطاف ويعتقدون بأنهم يرون ما لا ترى وإن أنت عبرت عن رأيك فأنت تجادل فيما لا علم لك فيه !!

إن فرض آراء ذايتة دون النظر إلى أبعاد أخرى يهمش الفرد لصالح بيئة ديكتاتورية يسيطر عليها فرد أو فئة معينة، فلا مجال للرأي الآخر ولا للحوار مما يؤدي إلى الظلم والقهر والتخلف وكلما تعمقت الديكتاتورية تفاقم الأثر وتأصلت في الفكر لدرجة ينسى فيها الفرد أن له لساناً أو عقلاً يحق له استخدامه للتعبير عن رغباته وتحقيق متطلباته حتى لو زال الديكتاتور نفسه!

في النهاية من الضروري التوقف عن وراثة الدكتاتورية فالتجارب ليست بالضرورة أفضل ما يمكن الوصول إليه ويمكن للفرد التعلم منها وتطويرها وتغييرها لما هو أفضل بعيداً عن القوالب المتحجرة التي تعيق الفرد والمجتمع بينما يسير الغير في ركب التطور والتقدم..

______________________________________________________

* الإسراء آية (23)

أنا والغريب ….


يَسْأَلُني الغَريبُ أَنْ أُخْفِضَ صَوْتَ فَيْروزِي

عَذَرْتُهُ

فَهُوَ لا يَعْرِفُ لُغَةَ الصَباح

دَعَوْتُهُ لِيُشارِكَني قَهْوَتي

فَشَارَكْتهُ عُلبَة سَجَائِرِهِ الأَجْنَبِية

وَكَأْسَ نَبيذ

احتَضَنْتُ أَوْراقي لأبْعدَها

فَغِبْتُ دَهْرَاً في الياسَمين

لِأَنْبَعِثَ بِلا إعاقة الصور

خَلْفَ حُدود الوَطَن

حَيْثُ عَلََّقْتُ أَحْلامي

سِرْتُ بِشَكْلٍ دَائِريٍ حَوْلَ جَسَدي

وتَطَايرتُ عَبْرَ فَوْهة الحَياةِ الرَّمادِية

ثُمَّ غَرِقَتُ فِي قَهْوتي المُرة

فَقَدْتُ تَوَازُني حِينَ قَلَبْتُ فِنْجَاني

التَّفَاصيل لا تَتَغَيَّر

أَتُوهُ في التَّوَقُّعات مُنْذُ الأَزَلْ

تَضيقُ المَسَاحَةُ … وَأَنْفَاسِي

يَدُورُ الكَوْنُ حَوْلِي

يَنْتَهي فِنْجَاني الثَّالِث

أُشْعِل لُفَافَةَ سَجَائِرِي الرَّابِعَة .. رُبَّما!

أَعُودُ إِلى النَّص

أُعَلِّقُهُ عَلى جِدارٍ لَمْ يَسْقٌطْ بَعْد

لِتَنْهَارَ الصُّورُ جَمِيعاً

وََتنْغَمِسَ فِي قَاع النِّسْيَان

.

.

.

لَمْ يَعُدْ الغَرِيبٌ غَرِيباً

أَنَا الغَرِيب….

أَمْلَأُ كَأْسَهُ

وِيُسْكِرَنِي الحَنِين

.

.