عشوائيات ..

الحرف واللون والصورة…

لك أنت ..


97

اُسائل نفسي وكثيرون يكررون سؤال نفسي لم لا أكتب؟؟؟

… .

…. .

…. لا جواب …

فالقلب مازال ينبض

والروح متعلقة بأرض بعيدة

والابتسامة تمتد إليها عبر الأمل  .. رغما عن الحزن

تختلط المشاعر بحضور أشخاص

و غياب آخرين

لتبقى الكتابه معلقه بشيء ما أجهله حيناً

وأتجاهله أحياناً

معلقة بحضور غائب أو غياب حاضر

لكنني الآن أحببت أن أكتب إليك

يا من تعلم باني اكتب لك

أردت أن أكتب لأجلي

لست أنت الامل

بل أنت الخيبة التي اكتسبتها

أحببتها وخشيت فقدها

لتغدو خيبتي بداية البحث عن تـألقي بحضورك اقرأ المزيد لهذه المشاركة

ماذا بعد …


سأبتعد عن الأفكار التي تقيد إنسانيتي

وسأقترب قدر المستطاع

لأكتشف خرائط يديك

لأرقص فوق أناملك كالفرح

على صوت أغنية

تسرق لهفتي إليك

وتضعني في تحدٍ لن أخوضه

.
.

أنت التحدي

وأنت الخوف

تطاردني

ها أنا بين يديك

شمعة تذوب بك

وتطفئها أنفاسك

.
.

على حافة الألم أجلستني

وأردتني أن أكون

فكنت ما تريد

عطراً يفوح بأنانية الأنثى …

بغرورها

تسعى لاحتواء

صدقك قبل رعونتك

.
.

خلف عيون تضحك للحلم

يذوب خوفي

ليسقي زهرة الرمان

بقبلة تسرق كل شيء

وتترك على شفتي بصمةً

وسؤالاً يتيماً

ماذا بعد ؟!

بحر وريح ….


غادرت سرير حلمٍ

لن يتسع لكلينا

كالريح

تعكر مزاج البحر

ثم ترحل
.
.
متقلبة أنا

على وجهي يذوب الملح

وتغرق قطرات المطر

لتترك في الروح وشماً

لا أريده على جسدي

وأعلم بأنه لا يزول

.
.
يرتدي الليل وشاحه

ليسرق زرقة الكون ..ونجمة اقرأ المزيد لهذه المشاركة

سلام…


Image

إنه اليوم الأخير في مدينته الجميلة، يتيم لن يحمله رحم الوطن، ولن يورثه سوى حياة مبتورة وعائلةً فقيرة، خدمة العلم تلاحقه عبر شعاب جروحه المتناثرة بطول العمر، “هي” شجعته ليتخذ قراره متجاهلةً ألم الروح لمجرد التفكير في لحظة الغياب، يَمَّمَ وجهه شطر الاغتراب جنوباً وتركها لتكابد وجع الانتظار..

لم يحمل معه إلا طعم القُبلة المختلسة الأولى، لينساق نحو الأفق وهو يراقب طيور الشمال تحلق لعودة محتومة عبر السماء البرتقالية المتكسرة بالغيوم التي حجبت شمس الأمنيات…

آلام الوطن تؤرقه في تلك البلاد البعيدة، يتابع النشرات الإخبارية حتى الثمالة، ثم يجلد نفسه بسيل من الاستنتاجات مع كل خبر لا يعجبه، كل الأخبار لم تَعد تعجبه، حتى تخدر قلبه مع يقينه بأنه لن يستطيع العودة إليها الآن، ولم يعد بوسعه التواصل معها بسبب حصار أهلها لها داخل حصار الوطن، تنتابه الهواجس كل ليلة لينام عليها ويحلم بها تراقبه من فوق السحاب، تناديه وهو ينظر إليها من البعيد عاجزاً عن الكلام مشنوقاً إلى جذع صفصافة، تمد يديها إليه لتمطر السماء حين تبكي، يمتد الاختناق ليصل إلى روحه فيصحو على غربته، خبر ما يتسلل إليه، يريحه ليعود إلى الواقع مكتشفاً رابطاً خفياً يصل قلبه بقلب الوطن النابض بالموت… اقرأ المزيد لهذه المشاركة

سيد هارتا… حكاية بوذا المعاصر لـ”بوذا”….


“سيد هارتا” رواية: لـ”هرمان هيسه” السويسري الألماني الأصل، نُشرت عام 1922م وذلك بعد زيارة الكاتب للهند عام 1911م، أي قبل الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918)..

تتجاوز الرواية حدود الكتاب وتعبر أفق التأمل والتفكّر لتصل إلى عمق النفس وتلامس إنسانيتنا الرائعة والغامضة في آن معاً…

“سيدهارتا” هو بطل الرواية التي تدور أحداثها في الهند وتعود إلى عهد بوذا أي حوالي 450 ق.م، ورغم فارق الزمان والمكان إلا أنها تحمل ذلك السحر والروحانية المنبثقة عن تلك الفترة…

تحكي الرواية عن رحلة برهمي ساماني عاصر بوذا وسمع تعاليمه لكنه رفض التبعيه له ولأي معلم، فانتقل إلى رحلة البحث عن ذاته بنفسه ليصل إلى اليقين والسلام، إلى “أوم،OM “الكلمة المقدسة التي تملأ الروح، وخلال رحلة المعرفة اختبر “سيد هارتا” حياة الثراء والملذات التي أفقدته أهم المعاني التي كان قد اكتسبها خلال حياته كزاهد، ليعود من حياة الترف إلى الطبيعة حيث النهر والملَّاح ليمر في أكثر تجاربه الروحية عمقاً، ومن خلال إنصاته إلى النهر يتغلب على مشاعر الأبوة تاركاً ابنه ليرحل عنه ليخوض حياته دون وصاية أحد كما فعل هو بأبيه ليفهم بذلك معاناة الناس التي لم يشعر بها من قبل ” الألم من أجل من نحب”…
يمكن القول بأن “سيد هارتا” ليس معاصراً لبوذا فحسب بل هو بوذا نفسه حيث نستطيع إسقاط أحداث الرواية بالإضافة إلى شخصياتها على سيرة حياة بوذا من البداية حتى النهاية، نهاية “سيد هارتا” التي توحي بوصوله لحالة السلام والكمال، وتترك الرواية الحرية للقارئ للحكم على تجربة “سيد هارتا” الكامل بطريقته الخاصة…

بعض الأفكار التي أفضى بها سيدهارتا  إلى صديقه جيوفيندا في نهاية الرواية

“الحكمة لا تقبل التوصيل …. الحكمة التي يحاول الرجل العظيم توصيلها للآخرين تبدو دائماً حمقاء”…

“الإنسان لا يستطيع أن يهوى ألفاظاً، وعلى هذا، التعاليم لا تجديني نفعاً فهي لا تتميز بالصلابة أو النعومة وليس فيها ألوان ولا أركان أو روائح أو طعوم ليس فيها شيء سوى الألفاظ”….

“ليس لنا أن يبغض أحدنا الآخر بل أن نكون قادرين على أن ننظر للعالم وإلى أنفسنا وإلى كل الكائنات نظرة إعجاب وإجلال”…

“لا يمكن لإنسان أن يكون قديساً خالصاً أو خاطئاً خالصاً، وإنما يبدو ذلك لنا فحسب لأننا نعاني من وهم يجعل الزمان شيئاً حقيقياً، فإذا لم يكن الزمان حقيقياً، إذاً فإن الحد الفاصل الذي يبدو بأنه يقوم بين هذا العالم وبين الأبدية، وبين الشقاء والسعادة، بين الخير والشر، هو أيضاً وهم”…

تتجلى التفاصيل الفلسفية والمعاني الروحانية في الرواية، حيث تشعر القارئ بالسكون من خلال التفكر في المعاني الكبيرة كـ (الحكمة والمعرفة والألم والحب….) ليستشف العلاقة بين الجسد والروح، الإحساس والفكر، الترف والزهد….الكلمات لا تحسن التعبير عن الافكار هكذا يقول سيد هارتا وهكذا تعلمت من الرواية، وعليه فإنني لن أحسن التعبير عن الرواية بالتدوين عنها بل سيحسن من يقرأها التعبير عنها لنفسه…

هامش مصطلحات واردة في الرواية

سيد هارتا: كلمه سنسكريتيه معناها صاحب الهدف المحقق، والسنسكريتية هي لغة الهند القديمة..
براهما: هي اللا نهاية تجمع المادة والطاقة والوقت والفضاء وتتجاوز كل شيء في هذا الكون – وهو رمز في العقيدة الهندوسية لأحد الآلهة الهندوسية الثلاث، وقد خسر براهما قوته لكونه خالق الإلهين الآخرين الذين أصبح أحدهما للبناء والآخر للتدمير والتهديم.
بوذا : هو المعلم الروحي من الهند القديمة ومؤسس البوذية كان يدعى”سيد هارتا جوتاما” وقت الولادة و الوفاة غير مؤكدة معظم المؤرخين من القرن العشرين يؤرخون حياته من حوالي 563 ق.م الى 483 ق.م، لغة تعني كلمة بوذا المتنور
جيوفيندا: هو اسم اخر لكريشنا، وكريشنا هو إله يعبد في العديد من التقاليد الهندوسية وعادة ما يصور كصبي يلعب الفلوت أو أمير شاب، لغة هو حامي الأبقار أو الحواس أو الأرض، حيث أن “جيو” تعني الأبقار أو الأرض أو الحواس و”فيندا” تعني الحامي او الحارس…
سانسارا: دائرة الولادة المتكررة و التي يدعو بوذا للخلاص منها بالوصول إلى النيرفنا.
النيرفانا:هي الحالة التي يصل فيها الإنسان إلى الخلاص من عالم المظاهر التي لا نهاية لها، وهي كلمة سنسكريتية تعني حرفيا (كعندما توقف عن لهب شمعة تومض) وهو مفهوم فلسفي يستخدمه البوذيين لوصف التحرير والتنوير ومن خلالها نصل إلى السعادة القصوى.
أتمان: مصطلح فلسفي في الهندوسية للتعرف على الروح.
اوم:هو الرمز الرئيسي للهندوسية ومعظم الديانات تشير إلى أنه قد بدأ الخلق مع الصوت “في البدء كانت الكلمة” ولدى البوذيين والهندوس أوم هي الصوت الأساسي والتنفس الأول للخلق، الاهتزاز الذي يضمن الوجود وتعني أوم الله وخلق وحدانية كل الخلق.

رابط تحميل الرواية

___________________________________________

المصادر:
رواية سيد هارتا لـ هيرمان هيسه.
قراءات في كتابات هيرمان هيسة لـ محمد محمود يوسف